إفادات أولية عن إطلاق النار على الجيش من الشياح
التحقيق:
من حاول إحراق لبنان الأحد ؟
لافروف وجنبلاط: انتخاب الرئيس فوراً
العاصفة الامنية التي ضربت لبنان الاحد الماضي وانحسرت تباعاً على قاعدة
الاحتكام الى تحقيق "جدي وشامل" كما نقل عن قائد الجيش العماد ميشال سليمان، اعادت
توجيه الاحداث الداخلية في اتجاهات سياسية كادت تضيع في زحمة التطورات
الميدانية.
فقد عاد الاهتمام من جديد بما ستؤول اليه المبادرة العربية التي
سيحاول الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى العبور بها مجدداً في حقل
التعقيدات الداخلية. علماً ان مواقف صادرة عن المعارضة، ركزت امس على الفصل بين ما
جرى الاحد الماضي واستمرار القبول بالعماد سليمان مرشحاً توافقياً لرئاسة الجمهورية
ولكن ضمن سلة حلول تعطي المعارضة "الثلث الضامن" في الحكومة.
وتضيف ان موقع الجيش كان ثابتاً ولم يكن في حاجة الى تدخل من قوى عسكرية اخرى عندما بدأت التحركات عصر ذلك اليوم، اذ اقدم شبان وفتية على حرق اطارات وقطع الطريق قبالة الموقع العسكري. وبادر افراد الموقع الى ابلاغ المتظاهرين ان الجيش سيزيل الاطارات المشتعلة ويعيد فتح الطريق. وكان الرد هجوماً بالحجار والعصي على العسكريين الذين سقط في صفوفهم جريح، فيما حاول المتظاهرون انتزاع سلاح جندي آخر فأبى على رغم محاصرته. ثم حاول هؤلاء الصعود الى آلية عسكرية. عندئذ اطلق الجنود النار في الهواء لتفريق المتظاهرين والتحضير لانسحاب عناصر الموقع حماية لاسلحتهم. وهنا بدأ اطلاق النار من جهة الشياح وظهرت آثار الرصاص على الآليات، مما اضطر الجيش الى الرد... فسقط الضحايا من المدنيين.
وتوضح الافادات ذاتها ان البناية التي صوّرت على انها مصدر اطلاق النار تبين انها تقع في الشياح من حيث انطلق المتظاهرون وليس في عين الرمانة.
وهذا يضع التحقيق امام سؤال كبير: من حاول احراق لبنان يوم الاحد الماضي؟
اما نصرالله، فشدد على "اهمية اجراء تحقيق جدي وسريع وكامل بعيداً من الضغوط والتسييس (...) ومحاسبة المسؤولين عن الجريمة اياً كانوا". وتمنى رؤية "هذه النتيجة الحاسمة خلال مدة زمنية قصيرة جداً".
وتوفي امس في مستشفى الجامعة الاميركية جهاد رشيد منذر (مواليد 1972) متأثراً بجروح اصيب بها خلال حوادث الاحد، فارتفع عدد الضحايا الى سبع.
واستقبل السنيورة رئيس الهيئة التنفيذية لـ"القوات اللبنانية" سمير جعجع الذي اعتبر ما حصل الاحد الماضي "استهدافاً للجيش". ونفى ما وصفه بـ"شائعة" عن تدخل "القوات" في عين الرمانة في هذه الحوادث.
واذ اكد "حرصه على دور الجيش في حماية الامن والاستقرار والدفاع عن الوطن"، طالب بـ"الاسراع في انجاز التحقيقات وتحديد الجهات التي اطلقت النار على المدنيين العزل".
وقرابة السابعة والنصف مساء امس تظاهرت مجموعة من الفتية قرب سوق الخضار في البسطة واحرقت اطارات محاولة قطع الطريق. فتدخلت القوى الامنية وفرقت المتظاهرين، كما حضرت عناصر من الاطفائية واخمدت النار، وازالت جرافة العوائق من الطريق واعادت فتحها.
واجتمع مع السفير السعودي عبد العزيز خوجه الذي أكد إن المبادرة العربية "لم تتوقف"، وان عمرو موسى "مفوض من الوزراء العرب لتنفيذها وفق التصور الذي يملكه".
وشدد جنبلاط على "أهمية انتخاب رئيس للبنان بأقصى سرعة وتجنّب الخوض في التفاصيل في الوقت الراهن". ورأى "ان علاقات طبيعية مع دمشق وانتخاب رئيس لبناني من شأنهما ضمان مستقبل لبنان".
ودعا الى انجاح مهمة عمرو موسى "عندما سيعود في 3 شباط". وأضاف: "ان الدخول في تفاصيل تشكيل الوزارة غير مجدٍ".
واستوضحت "النهار" مصادر رسمية ما قاله جنبلاط عن موعد عودة موسى، فنفت علمها بوجود تاريخ محدد حتى الآن لهذه العودة.
وقال الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية احمد بن حلي ان مهمة الامين العام في لبنان تتضمن نقطة أولية هي انتخاب رئيس للجمهورية في جلسة 11 شباط المقبل. وأضاف في تصريح لاذاعة "راديو سوا" الاميركية اذيع أمس "ان التحرك في الشارع ليس مؤشراً ايجابياً"، مشيراً الى "إن المشكلة الكبرى التي تواجهنا هي الاتفاق على نسب التمثيل في حكومة الوحدة الوطنية". وأوضح ان الامين العام "مخول طرح عدد من الاقتراحات العملية لحل هذه المشكلة".