الرباعية هددت باعادة النظر
في مساعدة الفلسطينيين
اذا لم تعترف "حماس"
باسرائيل وتنبذ العنف
وضعت اللجنة الرباعية للشرق الاوسط التي اجتمعت في لندن
امس، حركة المقاومة الاسلامية "حماس" أمام خيارين، الاعتراف باسرائيل والتخلي عن
العنف، او التعرض لقطع المساعدات عن الحكومة التي ستؤلفها الحركة التي فازت في
انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني الاربعاء الماضي. وقد رفضت "حماس" هذا الامر،
بعدما كانت ناشدت في وقت سابق اللجنة الرباعية ودول العالم عدم قطع المساعدات عن
السلطة الفلسطينية وأبدت استعدادها لحوار مفتوح مع اللجنة.
وقبل اجتماع اللجنة الرباعية، جدد الرئيس الاميركي جورج بوش
رفض واشنطن التعامل مع حكومة تؤلفها "حماس"، مكرراً مطالبة الحركة بالتخلي عن
دعوتها الى التخلص من اسرائيل، ونزع سلاها، مع انه اعتبر الحملة الانتخابية للحركة
والمبنية على شعارات التخلص من الفساد وخدمة الناخبين "ايجابية".
ومع تصاعد الضغط الدولي على "حماس" يستعد الرئيس الفلسطيني
محمود عباس للاجتماع مع رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" خالد مشعل خلال اليومين
المقبلين في القاهرة على الارجح، ليبحث معه في الوضع السياسي الذي ترتب على فوز
"حماس" في الانتخابات، وتركيبة الحكومة المقبلة، فيما ترفض حركة "فتح" المشاركة في
حكومة تؤلفها "حماس".
واكد عباس اثر لقائه المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل في
رام الله بالضفة الغربية انه مستمر في منصبه حتى انتهاء ولايته بعد ثلاث سنوات،
وناشد العالم عدم قطع المساعدات عن السلطة الفلسطينية.
اللجنة الرباعية
وجاء في بيان اصدرته اللجنة الرباعية بعد اجتماع ضم وزيرة
الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والامين
العام للامم المتحدة كوفي أنان والممثل الاعلى للسياسة الخارجية والامن المشترك
للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا والمفوضة الاوروبية للعلاقات الخارجية والسياسة
الاوروبية للجوار بينيتا فيديرو – فالدنر: " ينبغي ان يكون جميع اعضاء الحكومة
الفلسطينية في المستقبل ملتزمين نبذ العنف والاعتراف باسرائيل، والقبول بالاتفاقات
والالتزامات السابقة بما فيها خريطة الطريق؟
واضاف البيان الذي تلاه انان ان الدول المانحة ستعيد النظر
في مساعداتها للفلسطينيين في ضوء تاليف حكومة جديدة ترأسها "حماس"، وان اللجنة
الرباعية خلصت الى انه لا بد ان يراجع المانحون المساعدة في المستقبل لأي حكومة
جديدة "في ضوء التزام هذه الحكومة مبادىء نبذ العنف والاعتراف باسرائيل، وقبول
الاتفاقات والالتزامات السابقة بما فيها خريطة الطريق". واوضح انه "اذا ما حولت
حماس نفسها من حركة مسلحة الى حزب سياسي يحترم قواعد اللعبة... فاعتقد انه سيمكن
المجتمع الدولي العمل معها".
سولانا
وابدى سولانا استعداد الاتحاد الاوروبي لدعم السلطة
الفلسطينية الجديدة اذا ادارت ظهرها للعنف وغيرت موقفها من اسرائيل. وقال في مؤتمر
صحافي في لندن بعد اجتماع اللجنة الرباعية: "اما ان تلبى هذه الشروط سيكون الاتحاد
الاوروبي مستعدا لمواصلة دعمه للتنمية الاقتصادية الفلسطينية وبناء دولة
ديموقراطية".
رايس
وقبل اجتماع الرباعية، قالت رايس في مؤتمر صحافي في لندن:
"جميعنا نقول الكلام ذاته، وهو ان حماس تواجه خيارات، وسنرى ما الذي سيفعلونه".
وشددت على ضرورة تأليف "حكومة فلسطينية ملتزمة السلام مع اسرائيل". واضافت ان "هذا
في صلب ما نقوله".
وميزت بين دعم السلطة الفلسطينية والمساعدات الانسانية،
قائلة: "نحن نتنبه الى هواجس الشعب الفلسطيني ونعرف ان لديهم حاجات انسانية، وقلنا
اننا سنعيد النظر في برامج مساعداتنا... اظن ان الجميع يقولون الكلام ذاته... لا بد
من وجود طريق الى السلام. والطريق الى السلام لها متطلباتها. لا يمكن التزام السلام
من جهة والتزام العنف من جهة اخرى، فالاثنان متناقضان".
"حماس"
وسارع الناطق باسم "حماس" سامي ابو زهري الى رفض دعوة
اللجنة الرباعية قائلا ان "اللجنة الرباعية كان يجب ان تطلب انهاء الاحتلال
والعدوان الاسرائيليين، لا ان تطالب الضحية بأن تعترف بالاحتلال وتقف مكتوفة امام
العدوان". ولاحظ ان اللجنة الرباعية "تعاقب الشعب الفلسطيني على ممارسته لحقوقه
الديموقراطية وادلائه بصوته". وأضاف ان "حماس حريصة على اقامة علاقات طيبة مع الدول
الغربية".
عباس
وفي القاهرة، قالت مصادر رسمية ان عباس سيلتقي الرئيس
المصري حسني مبارك غدا للبحث معه في تطورات الاوضاع في الاراضي الفلسطينية بعد فوز
"حماس" في الانتخابات.
وقال ان محادثات الرئيسين ستتناول ردود الفعل الاوروبية
والاميركية التي هددت بوقف المساعدات الاقتصادية للسلطة الفلسطينية في حال اصرار
"حماس" على بند تدمير اسرائيل في ميثاقها.
وأشارت الى ان القمة المصرية – الفلسطينية، ستناقش امكان
اجراء حوار فلسطيني – فلسطيني في القاهرة في شأن ترتيبات الحكومة الفلسطينية.
وكشف مسؤول كبير في "حماس" ان عباس سيجتمع مع رئيس المكتب
السياسي للحركة خالد مشعل للبحث في الوضع السياسي في السلطة الفلسطينية. وفيما لم
يذكر موعد الاجتماع ومكانه، بثت القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي انهما
سيجتمعان في القاهرة خلال اليومين المقبلين.
وقال المسؤول في "حماس": gسيلتقي الاخ أبو مازن خالد مشعل
لمناقشة العلاقات السياسية مستقبلاً بين الرئاسة والحكومة".
وأكد مسؤول فلسطيني كبير وثيق الصلة بعباس ان الرئيس
الفلسطيني سيلتقي مشعل في القاهرة على الارجح.
وقد توجه عباس أمس الى عمان لاجراء محادثات مع العاهل
الاردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين في شأن فوز "حماس" في الانتخابات.
ں في واشنطن، قال بوش الذي كان يتحدث الى الصحافيين بعد
اجتماع وزاري في البيت الأبيض ان "حماس أوضحت انها لا تقبل بحق اسرائيل في الوجود،
وأنا أوضحت انه ما دامت هذه سياستها، فاننا لن ندعم حكومة فلسطينية مؤلفة من حماس.
نريد العمل مع حكومة شريكة في السلام، وليس مع حكومة تبين نياتها انها يمكن ان تدمر
اسرائيل".
ورأى ان "الديموقراطية الجديدة" التي تبرز في الاراضي
الفلسطينية يجب ان تدرك انه لا يمكن ان يكون هناك حزب سياسي له جناح عسكري، وان
الديموقراطيات توصل الى السلام، وكذلك فان النصف الثاني من رسالتنا الى حماس هو:
تخلصوا من أسلحتكم، وانبذوا الارهاب، واعملوا على تحقيق ما وعدتم الناس به في
الاراضي الفلسطينية". ثم قال: "هؤلاء الناس قادوا حملة تقول: سوف نتخلص من الفساد
وسوف نوفر الخدمات للشعب، وهذا أمر ايجابي". وأضاف: "لكن ما ليس ايجابياً هو ان
بنوداً من برنامجهم السياسي يجعل من المستحيل عليهم ان يكونوا شريكاً مسالماً".
وصرح الناطق باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان: "لا ولن نمول
منظمة ارهابية... لن نمول منظمة تدعو الى تدمير اسرائيل والى اللجوء الى الارهاب...
اننا ندرك ان للشعب الفلسطيني حاجات انسانية وعلينا ان ندرس هذه المسألة".
("النهار"، و ص ف، رويترز، أ ب، أ ش أ)
النقاط الرئاسية لبيان
الرباعية
هنا النقاط الرئيسية لاعلان اللجنة الرباعية للشرق الاوسط
الذي صدر امس في لندن:
-- ان اللجنة الرباعية "تهنئ الشعب الفلسطيني بعملية
انتخابية كانت حرة وعادلة وآمنة". ان اللجنة "تعتقد ان للشعب الفلسطيني الحق في ان
ينتظر من الحكومة الجديدة التجاوب مع تطلعاته الى السلام وقيام دولة".
-- تعتبر اللجنة الرباعية ان "جميع الاعضاء في حكومة
فلسطينية مــقــبلة يجب ان يتعهدوا اللاعنف والاعتراف باسرائيل وقبول الاتفاقات
والالتزامات القائمة بما فيها خريطة الطريق".
-- تحض اللجنة "الطرفين على احترام الاتفاقات القائمة، بما
في ذلك حركة وانتقال" الاشخاص.
تثني اللجنة على تأكيد رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية
محمود عباس ان "السلطة الفلسطينية ملتزمة خريطة الطريق والاتفاقات والالتزامات
القائمة وحلاً يتم التوصل اليه من طريق التفاوض، يؤدي الى قيام دولتين في النزاع
الاسرائيلي الفلسطيني".
-- ان السلطة الفلسطينية مدعوة الى "فرض النظام العام
والحؤول دون حصول اعتداءات ارهابية وتفكيك المنظمات الارهابية". ان اللجنة الرباعية
"تقر بالدور الايجابي للقوات الفلسطينية لفرض الأمن خلال الانتخابات الاخيرة".
-- ان اللجنة الرباعية "القلقة على حاجات الشعب الفلسطيني
بحثت في مسألة تقديم المساعدات للسلطة الفلسطينية".
-- أبدت اللجنة الرباعية في البدء قلقها من الوضع الضريبي
للسلطة الفلسطينية وشددت على ضرورة اتخاذ تدابير من شأنها ان تسهل عمل الحكومة
الانتقالية لاستقرار المالية العامة (...)".
-- ثانياً، أقرت اللجنة الرباعية بـ"ان من المحتم ان يربط
المانحون المساعدات المستقبلية بمدى التزام الحكومة (الفلسطينية) مبدأ عدم العنف
والاعتراف باسرائيل وقبول الاتفاقات والتعهدات القائمة بما فيها خريطة الطريق"
(...).
-- طلبت اللجنة الرباعية من "الطرفين ان يتذكرا واجباتهما"
المنصوص عليها في "خريطة الطريق" للحؤول دون حصول أعمال احادية الجانب من شأنها ان
تعرض مسألة الوضع النهائي للخطر".
-- جددت اللجنة الرباعية خصوصاً "تأكيد ضرورة وقف توسيع
المستوطنات"، كما جددت تأكيد "قلقها من بناء "الجدار"، وأشارت الى التصريحات
الاخيرة التي أدلى بها رئيس الوزراء الاسرائيلي بالوكالة إيهود أولمرت وأكد فيها ان
اسرائيل ستواصل تفكيك المستوطنات العشوائية" (...).
-- "جددت اللجنة الرباعية تأكيد التزامها ايجاد حل عادل
وشامل ودائم للنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني يرتكز على قراري مجلس الامن 242 و338".
(و ص ف)
| |