جريدة الأهرام - الصفحة الأولى ـ مبارك يبحث مع عباس التطورات الفلسطينية ويرأس اجتماعا وزاريا لضبط الحدود مع غزة أبو مازن بعد اجتماعه بالرئيس‏:‏ موقف مبارك معنا مثار احترام الشعب الفلسطيني كله مستعدون لتسلم المعابر بشرط تطبيق الاتفاقيات الخماسية ندين الاعتداءات علي قوات الأمن المصرية ونستنكر التصرفات المنفلتة الزهار في القاهرة‏..‏ وحماس ترفض تسليم المعابر للسلطة

كثفت مصر جهودها من أجل تخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني‏,‏ وتحقيق المصالحة الوطنية بين حركتي فتح وحماس‏,‏ فضلا عن ضبط الحدود المصرية ـ الفلسطينية عقب الأحداث الأخيرة عند معبر رفح‏,‏ فقد استقبل الرئيس حسني مبارك أمس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية‏,‏ الذي يزور مصر حاليا‏,‏ وذلك لاستعراض آخر التطورات علي الساحة الفلسطينية‏,‏ مع التركيز علي الأوضاع علي منطقة الحدود المصرية ـ الفلسطينية‏.‏

ومن ناحية أخري‏,‏ عقد الرئيس مبارك اجتماعا وزاريا بمقر رئاسة الجمهورية أمس‏,‏ لبحث ضبط الحدود المصري ة مع قطاع غزة‏,‏ وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية للفلسطينيين بالقطاع‏,‏ وقد حضر الاجتماع المشير حسين طنطاوي وزير الدفاع والإنتاج الحربي‏,‏ ووزير الخارجية أحمد أبو الغيط‏,‏ وحبيب العادلي وزير الداخلية‏,‏ والوزير عمر سليمان‏,‏ والدكتور ممدوح جبر وزير الصحة الأسبق أمين عام جمعية الهلال الأحمر المصري‏,‏ والدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية‏.‏

وقد أكد عباس أنه بحث مع مبارك نتائج اللقاءات التي أجراها مع الإسرائيليين‏,‏ وما تضمنته المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي‏.‏ وأوضح ـ في تصريحات عقب اللقاء مع الرئيس مبارك ـ أنه تم خلال اللقاء مناقشة التعاون المصري ـ الفلسطيني‏,‏ وما جري في قطاع غزة من حصار إسرائيلي‏,‏ وما أعقبه من اجتياز الحدود المصرية‏,‏ وموقف الرئيس مبارك الواضح فيما يتعلق بمساعدة الفلسطينيين‏.‏

وأكد أبو مازن أن هذا الإجراء من جانب مصر كان مثار احترام الشعب الفلسطيني بأسره‏,‏ وأدان الرئيس الفلسطيني بكل شدة الاعتداءات التي جرت علي قوات الأمن المصرية‏,‏ وعلي الممتلكات المصرية من جانب فلسطينيين‏.‏ وأضاف عباس‏:‏ إن أسوأ ما في ذلك أنهم حاولوا ـ أو عملوا ـ عل ي رفع العلم الفلسطيني فوق مؤسسات مصرية‏,‏ وهذا لا يجوز مطلقا‏.‏

وأكد الرئيس الفلسطيني استعداد السلطة تسلم المعابر بشرط تطبيق الاتفاقيات الدولية‏,‏ التي تمت ونسميها الاتفاقيات الخماسية‏,‏ وهي اتفاق بين السلطة‏,‏ ومصر‏,‏ وإسرائيل‏,‏ وأمريكا‏,‏ والاتحاد الأوروبي‏.‏

وقال الرئيس الفلسطيني‏:‏ إن الرئيس مبارك دعا إلي حوار فلسطيني ـ فلسطيني بين حركتي فتح وحماس‏,‏ مضيفا‏:‏ لقد أكدنا ورحبنا بذلك أكثر من مرة‏,‏ ولكن علي حماس أن تتراجع أولا عن انقلابها‏,‏ وأن تقبل بالشرعية‏,‏ وبكل الالتزامات‏,‏ وتقبل إجراء انتخابات مبكرة‏,‏ وعند ذلك تكون القلوب والعقول مفتوحة للحوار‏.‏

وحول تعليقه علي ما يتردد من أن حركة حماس إنما تأتي للقاهرة الآن ولديها رغبة في التوصل إلي اتفاق جديد بشأن المعابر‏,‏ قال الرئيس الفلسطيني‏:‏ إننا لا نقبل أي اتفاقيات جديدة‏,‏ بل نلتزم بالاتفاقيات الدولية الموقعة بالفعل كما هي بيننا نحن كسلطة وطنية فلسطينية‏,‏ وبين الأطراف الأربعة الأخري‏,‏ بما فيها مصر‏.‏

في الوقت نفسه‏,‏ قال أبو مازن‏:‏ إننا حريصون علي مصلحة الشعب الفلسطيني‏,‏ وإذا كانوا في حم اس حريصين علي مصلحة الشعب الفلسطيني فعليهم أن يلتزموا بهذه الالتزامات التي تضمن مصالح هذا الشعب‏.‏

وردا علي ما تطرحه الجبهة الشعبية من دعوة لإدارة مشتركة بين حماس والسلطة الوطنية للمعابر‏,‏ قال أبو مازن‏:‏ لا يوجد هناك حماس والسلطة‏,‏ بل هناك سلطة فلسطينية واحدة‏,‏ ونحن لا نعترف بشرعية أحد‏,‏ فحماس ليست جهة شرعية‏,‏ بل جهة انقلابية‏,‏ وبالتالي ليست هناك سلطة في العالم تحترم نفسها تقبل بوجود جهة غير شرعية وتتحاور معها‏.‏

ومن ناحية أخري‏,‏ توجه وفد حركة حماس الداخل برئاسة الدكتور محمود الزهار القيادي البارز بالحركة إلي القاهرة أمس للقاء كبار المسئولين المصريين لمناقشة الوضع في معبر رفح البري‏,‏ وذلك بعد الأحداث التي وقعت في قطاع غزة‏.‏ وقد حرصت حماس علي التأكيد ـ بصورة متكررة ـ علي الإعلان عن رفضها تسليم السلطة الفلسطينية بقيادة أبو مازن مسئولية المعابر‏.‏

موضوعات اخرى